الاثنين، 3 أكتوبر 2011

أنا معلّمة


 مجرّد صباحٍ اعتياديّ....الخامسة صباحًا....قرقعة منبّه....مؤذّنٌ يسمّع...صلاة الفجر...أوراد الصباح...وينطلق الماراثون...أبناءٌ يتململون في الأسرّة...زوجٌ يتمطّع تكاسلاً ثمّ ينفث سيجارة يصطبح بها يومه يصحبها رشفات نسكافيه "بلاك" وتشاركه إيّاها ضرّتي  (  الجزيرة  ) .
السادسة صباحًا... إفطارٌ خفيفٌ... ترتيب سريع لفوضى طارئة... استنفار... تراكضٌ لهزيمة عقارب الساعة.
السادسة والنّصف همهمة غير مفهومة... يتبعها انفجارعلى حين غرّة... زوجي يشحذ همّته ويلعن سنسفيل كلّ الظلمة.
السابعة إلاّ ربع...انطلاقة بخطى واثقة سريعة إلى المدرسة...سلام...توقيع بالحضور...طابور صباحيّ غير نمطي بحضور مدير التربية والتعليم...حصة أولى وتربية صفٍّ - ثانية- ثالثة- إشغال فراغ في الرّابعة- تحضير للانتخابات البرلمانيّة الطلابيّة في الخامسة- وفي السادسة فتح باب الانتخاب بمشاركة الجميع من إداريّات مشرفات ومعلّمات منفّـذات وطالبات مشاركات ..فتح الصناديق وفرز الأصوات وإعلان النتائج واحتفالات وتهانٍ تعمّ أرجاء المدرسة.انتهاء الدوام المدرسيّ والثانية ظهرًا.
في الثالثة عصرًا انطلقت الجولة الثانية من الماراثون مع الوقت في إنجاز الفروض المنزليّة ( غداء- ترتيب البيت - تدريس الأولاد – فضّ نزاعات -   عشاء خفيف- نوم الأبناء- تجهيز مستلزمات يوم جديد ).

الثامنة مساءً...استراحة المحارب بصحبة ضرّتي ( الجزيرة ) وآخر أفلام الآكشن وأبطاله الشعوب العربيّة الحرّة...همهمات زوجي الغامضة الواضحة...لاتتبدل ولا تتغير...

مجرّد مساءٍ اعتيادي..أملي بالله أن يعاودني صباحٌ جديد والأمّة العربيّة الحرّة بخير...

  
بقلم إيمان العرابي