مادة أساسيّات الإدارة المدرسيّة



مفهوم الإدارة المدرسيّة 

يعتبر علم الإدارة بوجهٍ عام والإدارة التعليمية بوجهٍ خاص من العلوم الحديثة نسبيّا ، إذ ظهرأوّل مفهوم للإدارة بمعناها العلميّ عام 1911م ، والأصل اللاتيني لكلمة الإدارة هو Serve  وتعني الخدمة ، ويعني ذلك أنّ من يعمل بالإدارة يقوم بخدمة الآخرين .
                                    
للإدارة تعريفاتٌ عديدة من أبرزها :

الإدارة : هي إنجازٌ أو إتمام الأعمال من قبل الناس .
الإدارة : هي اتّخاذ القرار .
الإدارة : هي عمليّة تنظيم المصادر وتوظيفها لتحقيق أهداف مقدّرة مسبقًا.
الإدارة : هي خلق بيئةٍ تسمح للناس أن يحققوا أهدافهم .
الإدارة : هي استثمار الطاقات الموجودة ماديًّا وبشريًا في عمليّة تفاعليّة تختصر الوقت والجهد والمال لتحقيق أهداف يرغب فيها التنظيم .

طبيعة الإدارة :

هل هي فنانٌ أم علمٌ أم مهنة ؟
ما هي الجوانب الفـنية والعلميّة والمهنيّة في العملية الإداريّة ؟

1.  من طبيعة الإدارة أن تطلب من القائمين عليها توافر خصائص شخصية وخبرات سابقة وتجارب ومواهب وقدرة على الابتكار، وحسن تصرف وتطور المهارة الفنية لديهم في أسلوب تطبيقهم للمعارف والمعلومات .

2.  الإدارة بدءاً من القرن العشرين ظهرت الحركة التايلرية نسبة إلى فريدريك تايلر صاحب النظرية العملية في الإدارة . أخذ رجال الإدارة يستندون إلى مبادئ العلم والمفاهيم المستمدة منه في تدارسهم للعلاقات والتحاليل والاستنتاج ، كأنظمة الحوافز ، وتأسيس مدارس علم النفس والتفسير العلمي للظواهر والعلاقات الأخرى .

3.   هل الإدارة مهنة ؟
هناك عدة مقاييس تعتمد في الحكم على المهن :
                    أ -         المهنة ترتكز إلى مجموعة متكاملة من المعارف المتخصصة .
                   ب -       المهنة تقتضي التركيز على الأنشطة الذهنية أكثر من المهارة اليدوية الآلية .
                   ‌ج -       إن تعلم مهنة يحتاج دراسة متخصصة لزمن طويل لا تقارن بالتدريب على حرفة .
                   د -         إن المهن تتطور من خلال منطلقات فكرية جدية تجريبية .
                   ه -         لكل مهنة نقابة أو رابطة تخضع لإدارة جماعية لمن ينتمي لها .

 ]نستنتج أن الإدارة ليست مهنة بالتحديد ، ولكنها في هذه الصورة قيادة للعمل المهني حتى لو تشابهت أدوار المديرين وأعمالهم إلى حد ما في العمل المهني [.

النظريات الحديثة في الإدارة المدرسيّة ...
لقـد شاع الخلط في هذه المفاهيم والتي تستخدم أحياناً على أنها تعني شيئاً واحداً في ميدان التعليم


مفهوم الإدارة العامّة والتربويّة والتعليميّة والمدرسيّة والصفيّة

1.  الإدارة العامّة :
هي تنفيذ الأعمال بواسطة آخرين عن طريق تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة مجهوداتهم ، فإذا كانت هذه المجهودات عامة أي تتعلق بتنفيذ السياسة العامة للدولة تشمل الأعمال الحكومية على اختلاف أنواعها اقتصادية كانت أو اجتماعية أو زراعية أو صناعية أو صحية أو تعليمية  وغيرها .

2.   الإدارة التربويّة :
هي مجموع العمليات والإجراءات والوسائل المصممة وفق تنظيم معين ، للاتجاه بالطاقات والإمكانات البشرية والمادية نحو أهداف موضوعة، وتعمل على تحقيقها في إطار النظام التربوي الشامل وعلاقاته بالمجتمع .

 3.     الإدارة التعليميّة :
هي مجموعة من العمليات المتشابكة التي تتكامل فيما بينها سواء في داخل المؤسسات التعليمية أم بينها وبين نفسها ، لتحقيق الأغراض العامة المنشودة من التربية ، وهي الهيمنة العامة على شؤون التعليم بالدولة بقطاعاته المختلفة وممارسته بأسلوب يتفق مع متطلبات المجتمع والفلسفة التربوية السائدة فيه.

4.     الإدارة المدرسيّة :
هي الجهود المنسقة التي يقوم بها فريق من العاملين في المدرسة إداريين وفنيين ، بغية تحقيق الأهداف التربوية داخل المدرسة تحقيقاً يتماشى مع ما تهدف إليه الدولة من تربية أبنائها تربية صحيحة وعلى أسس سليمة . وهي عملية تخطيط وتنسيق وتوجيه لكل عمل تعليمي أو تربوي يحدث داخل المدرسة من أجل تطور وتقدم التعليم فيها .
  
5.     الإدارة الصفـيّة :
هي مجموعة من العمليات والمواقف التعليمية – التعلمية التي يتم فيها التفاعل ما بين الطالب والمعلم ، والطالب والمنهاج ، والطالب وزميله ، وتوجيهها لتحقيق الأهداف الموضوعة للمنهاج .


الفرق بين الإدارة المدرسيّة والإدارة التعليميّة :

من الملاحظ أن هناك خلطاً شائعاً بين مفهومي الإدارة المدرسية والتعليمية ، وذلك عند بعض المشتغلين بالإدارة ن حيث يطلقون اسم الإدارة المدرسية على التعليمية أو العكس . ولتوضيح ذلك :
الإدارة المدرسية هي الوحدة القائمة بتنفيذ السياسة التعليمية ، أما الإدارة التعليمية هي الوحدة القائمة برسم السياسة التعليمية ، وتعد العلاقة بين الإدارة التعليمية والمدرسية علاقة الكل بالجزء بمعنى أن الإدارة المدرسية تعد جزءاً من الإدارة التعليمية وصورة مصغرة لتنظيماتها وإستراتيجية محددة يتركز فيها فعاليتها وتقوم الإدارة التعليمية بتقديم العون والمساعدة مالياً وفنياً للإدارة المدرسية وإمدادها بالقوى البشرية اللازمة لتنفيذ السياسة العامة المرسومة وتحقيق الأهداف التعليمية الموضوعة وتقوم كذلك بالإشراف والرقابة لتضمن سلامة هذا التنفيذ .أي أن صلة الإدارة المدرسية بالإدارة التعليمية هي صلة الخاص بالعام.


علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى

إنّ علاقة الإدارة كعلم اجتماعي كغيرها من العلوم الاجتماعية علاقة وثيقة وبالتالي لا بد من دراسة هذه العلوم والاستفاده منها في تنظيم وإدارة المشروعات العامة والخاصة . ومن العلوم التي لها علاقه وثيقه بعلم الإدارة كل   من علم الاقتصاد والعلوم السياسية وعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم الرياضية وعلم القانون وعلم الأخلاق .

**علم الاقتصاد . يبحث علم الاقتصاد في كيفية استغلال الموارد الاقتصادية بما في ذلك الموارد البشرية والمادية بأقصى درجه من الكفاية الانتاجية لاشباع حاجات الانسان في مجتمع ما . والإدارة تهدف لتنسيق الموارد والجهود لتحقيق أفضل استغلال اقتصادي لهذه الموارد بقصد تقديم الخدمات بفعالية وبأقل كلفة ممكنة . ويلاحظ ان هدف الإدارة متفق مع اهداف الاقتصاد في هذا المجال.


**علم السياسه . يبحث علم السياسة في وضع السياسات العامة للدولة وبشكل الحكم والمعتقدات الفكرية السائدة . و الإدارة تتأثر بالايدولوجية السياسية التي تسير عليها الدولة . ففي ظل النظام الديمقراطي يأخذ النظام الرأسمالي مجالاً اوسع منه في ظل الانظمة الاشتراكية أو الانظمة  التي تعتمد الاقتصاد المختلط . ويسود في ظل الفكر الديمقراطي التخطيط اللامركزي او التخطيط المركزي والتنفيذ اللامركزي بينما يسود في ظل النظام الاشتراكي التخطيط المركزي . و الإدارة العليا في أجهزة الدولة وفي المشروعات العامة  تتأثر بدرجة الغموض السياسي . ويلاحظ ان الاتجاه الفكري الذي يدعو الى فصل السياسة عن الإدراة قد تعرض للكثير من النقد نظراً لتعذر مثل هذا الفصل في الواقع العملي .


**علم النفس . تعنى الإدارة بتوجيه وتنسيق جهود العاملين لتحقيق اهداف المنظمه الإدارية . وتشترك الإدارة في هذا الاتجاه مع جهود علماء النفس في فهم وتفسير سلوك الأفراد وإمكانية التأثير على هذا السلوك وفهم دوافعه ومحاولة تحفيز العاملين على زيادة الانتاج أملاً بزيادة الربحية . ويمكن اعتبار دراسة سلوك الفرد والجماعة في داخل التنظيم من الاهتمامات الاساسية لعلم النفس وهي بالتالي تساعد القيادة الإدارية على فهم هذا السلوك ومحاولة إثارته وتوجيهه والمحافظه على السلوك المرغوب لتحقيق الأهداف .

**علم الاجتماع . يعني علم الاجتماع بدراسة الجماعات بدراسة الجماعات البشريه وكيفية تكوينها ودراسة العلاقات بينها . وبما انّ الاعمال الإدارية الكبيرة دوماً تتم من خلال عمل الجماعات البشرية فان الإلمام بمبادىء علم الاجتماع يساعد الإداريّ على خلق الجو التنظيمي المتعاون والمنتج ويساعده في إزالة الصراعات الداخلية وتنقية أجواء التنظيم وزيادة فعاليته . وعلم الاجتماع يساعد الإداري على فهم الاتصالات التي تتم داخل التنظيم وبخاصة عبر التنظيمات غير الرسمية وكذلك ردود فعل الجماعات المتوقعة لأي قرار إداري لأنّ هم الإداري أن يضمن درجة عالية من قبول القرارات التي يصدرها للتابعين .


**العلوم الرياضية . تعتمد الإدارة حالياً على الأسلوب العلميّ في اتخاذ القرارات الإدارية ويشمل ذلك الإدارة العامة وإدارة الأعمال . وتشكل الأساليب الكمية جانباً هاماً من عمل الإدارة العليا وتستعين الإدارة ببحوث العمليات والرياضيات والإحصاء في هذا المجال . وتعتبر المدرسة الكمية ممثلاً لهذا الاتجاه الحديث في الإدارة.


**علم القانون . يحكم عمل الإدارة قوانين وأنظمة وتعليمات وقرارات إدارية . وعمل الإدارة العامة محكوم بالقوانين الإدارية أمّا إدارة الأعمال فيحكمها القانون التجاري في أغلب الاحيان . وأمّا القطاع العام فيطبق فيه قواعد القانون الإداري والقانون التجاري كما في عمل المؤسسات الاقتصادية والقانون عبارة عن قواعد للسلوك كما تصفه السلطة التشريعية العليا في الدولة فتبين السلوك الصحيح وتحرم السلوك غير الصحيح . ورغم أنّ القانون يأتي وليد حاجة تسبقه بزمن فان الإدارة تضطر للتعامل مع الحاجات المستجدة  للمجتمع بالرغم من عدم وجود قانون ينظم هذه الحاجات وحتى صدور تشريع على شكل قانون من قبل السلطة التشريعية . وهنا يبدأ عمل الجانب الأخلاقي للإداري.


**علم الأخلاق . يحدد علم الأخلاق الإطار الخلقي للعمل الإداري داخل المنظمات وذلك في تعاملها مع البيئة ويتم الرجوع لعلم الأخلاق في حالة غيبة القوانين أو الأنظمه أو التعليمات او تقاريرها بحيث تصبح غير صالحه للتطبيق . وفي مثل هذه الحالات فان الإداري يحكم ضميره بما يعرض عليه من حالات ويكون الإطار المرجعي له قواعد الأخلاق العامة والتي لا تكون مكتوبة في معظم الأحيان باستثناء ما جاء في المواثيق الأخلاقية ولا يعد ذلك عن   كونه قواعد عامة ليست مفصلة .







المراجع

- جودت عزت عطيوي . الإدارة المدرسية الحديثة . عمان : الدار العلمية الدولية و دار الثقافة للنشر والتوزيع 2001
- محمد منير مرسي . الإدارة التعليمية أصولها وتطبيقها . القاهرة : عالم الكتب 1993 ط1 1971 + ط2 1977.
- أحمد خليل محمد القرعان و د ابراهيم محمد علي حراحشة .الإدارة المدرسية الحديثة . عمان : دار الإسراء للنشر والتوزيع 2004 .
- د.  سامي خصاونة . أساسيات في الإدارة المدرسية . شقير وعكشة 1986.
- د. وهيب سمعان ، د. محمد منير مرسي . الإدارة المدرسية الحديثة . عالم الكتب ط2 1979 .
- الطويل ، هاني عبد الرحمن الإدارة التعليمية مفاهيم وآفاق ، عمان :دار وائل للنشر 1997.